(ولله الأسماء الحسنى)
الحمدلله والصلاة على رسول الله محمد بن عبدالله اما بعد :
فيقول الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى ) ويقول صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعا وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة ) فالله عز وجل اسماؤه الحسنى لا تعد ولاتحصى فمنها من انزله في كتابه ومنها ماعلمه بعض خلقه من الأنبياء ومنها ماإستأثر به في علم الغيب عنده فلله تعالى كلمات لايحيط بها الا هو قال تعالى ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) وقال تعالى ( ولو ان مافي الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم )
فهو الله الملك المالك الذي له التصرف المطلق في الخلق والتدبير والأمر والجزاء مالك العالم العلوي والسفلي فتعالى الله الملك الحق
هو الله الواحد الأحد الصمد قال الله تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) الذي تفرد بالوحدانية وتوحد بجميع الكمالات لايشاركه فيها مشارك تقصده جميع الخلائق في كل حاجاتها وضروراتها وأحوالها
هو الله الحكيم الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره له الحكم في الاولى والاخرة فهو سبحانه الحكيم الذي يحكم بين عباده وفي شرعه وفي قدره وجزاءه
هو الله المجيد الكبير العظيم الجليل الذي وحده له التعظيم والإجلال الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة سبحانه ذو الجلال والإكرام والرحمة والجود والإحسان وهو الله العزيز القوي المتين الذي له سبحانه عزة القوة والمنعة والغلبة القهار لكل شئ الذي خضعت له جميع المخلوقات وذلت لعزته وقوته وكمال قدرته
هو الله القادر القدير له سبحانه كامل القدرة فبقدرته اوجد الموجودات ودبرها وسواها واحكمها وبقدرته يحيي ويميت ويبعث العباد للجزاء والحساب وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على مايشاء ويريد
هو الله الرازق الرزاق المقيت سبحانه الذي أوصل الى كل موجود مايقتات به هو الذي أوصل رزقه لجميع عباده فرزقه شمل البر والفاجر والأولين والآخرين
وهو الحكم العدل الذي يحكم بعدله وقسطه بين العباد في الدنيا والآخرة فلا يظلم مثقال ذرة ولايحمل احدا وزر احد ولا يجازي العبد بااكثر من ذنبه ولا يدع صاحب حق الا اوصل اليه حقه وهو العدل في تدبيره وتقديره(والله يحكم لامعقب لحكمه وهو سريع الحساب)
هو الله الحي القيوم له كامل الحياة القائم بنفسه القيوم لأهل السموات والأرض
هو الله نور السموات والأرض بديعهما ومبدعهما في غاية مايكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم وهو الله الفعال لمايريد فمن كمال قدرته ونفوذ مشيئته يفعل مايشاء ويريد بلا ممانع ولا معارض وليس له ظهير ولا عوين ولا يسأل عما يفعل سبحانه وتعالى
هو الله الأول الذي ليس قبله شئ وهو الله الآخر الذي ليس بعده شئ وهو الله الظاهر الذي ليس فوقه شئ وهو الله الباطن الذي ليس دونه شئ
هو سبحانه المبدئ المعيد قال تعالى(وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) جامع الناس ليوم لاريب فيه
هو المانع المعطي فلامانع لما أعطى ولا معطي لمانع سبحانه وتعالى
هو الغني بذاته الذي بيده خزائن السموات والأرض وخزائن الدنيا والآخرة هو الغني بذاته المغني جميع خلقه غنى تاماً
هو الودود لعباده الصالحين يحبهم ويحبونه يقربهم اليه ويرضى عنهم ويقبل اعمالهم ويغفر زلاتهم ويقيل عثراتهم وهو الغفور الودود قال الله تعالى ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
هو القابض الباسط الشاكر الشكور الهادي الرشيد هو الحق في ذاته وصفاته فقوله وفعله حق ولقاؤه حق ورسله وكتبه حق ودينه هو الحق قال الله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير)
عبادالله : إن لإسماء الله الحسنى وصفاته العلى عبوديات عظيمة وآثار جليلة في حياة الإنسان المؤمن خصوصاً اذا تعرف العبد الى الله بهذه الإسماء وتعبده الى الله بها إحصاءاً وحفظا ومعرفة لمعانيها والإلحاح بالدعاء لله عز وجل بها قال الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فاأدعوه بها وذر الذين يلحدون في اسمائه )
فعلينا جميعا ان نستشعر معاني اسماء الله وصفاته حتى يزداد العبد بعداً عن المعاصي حتى يجد في نفسه قوة في التوبه وفي قلبه خوفا وخشية وخضوع كما ان اسماء الله تورث الصفاء والسكينة وتبعث في النفس الأمل والرجاء تقربا الى الله باسمائه وصفاته طمعا في دخول الجنة نسال الله الكريم من فضله وصلى الله وسلم على نبينا نحمد